يُعدُّ موقع "أحرار ولدنا" أول موقع إلكتروني فلسطيني خاص بالأسرى، يكون القائمون والمشرفون عليه من الأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني؛ ما يشكِّل نقطة تحوُّل في سجل الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال، ومحاولةً لكسر القيد من خلال الشبكة العنكبوتية. ورغم قلة الإمكانيات لدى الأسرى فإنهم -بإطلاق الموقع الذي يحمل اسم "أحرار ولدنا"، بعد صعوبات جمة وكبيرة- فتحوا نافذةً لنقل صوت الأسرى ومعاناتهم، ورسم الوجه الحقيقي لما يقومون به ويتعرَّضون له من قِبَل إدارات السجون الصهيونية؛ من معاناة وحجب للحقوق والحريات، ووجه مشرق بتحويل السجون إلى جامعات تخرج أسرى لا يشكِّلون أي عبء على المجتمع ولا بحاجة لتأهيل. بإشراف أسرى "حماس" ويعرف القائمون على الموقع بأنه الموقعُ الرسميُّ لأسرى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في سجون الاحتلال، وتشرف عليه اللجنة الإعلامية التابعة للهيئة القيادية العليا لأسرى حماس في سجون الاحتلال، وقد افتتح الموقع بكلمة لرئيس "المجلس التشريعي الفلسطيني" الأسير المحرر الدكتور عزيز الدويك. ووفق ما ورد في الموقع فإن الهيئة العليا لأسرى الحركة تعدُّه من "إبداعات أسرى حماس في المجال الإعلامي؛ حيث تمَّ اختراق جدران السجن لإيصال معاناة الأسرى من جانب وإظهار مدى صمودهم وثباتهم وإنجازاتهم من جانب آخر، ومؤخرًا تمَّ افتتاح الموقع الرسمي لأسرى حركة "حماس" في سجون الاحتلال؛ ليمثل إضافةً جديدةً في المجال الإعلامي للحركة". وأشارت إلى أن الموقع يُشرف عليه الأسرى أنفسهم، ويمدُّونه بما يلزم من أخبار وتقارير ومعلومات، ويتنوع في عدد كبير من الزوايا والكتاب بداخله؛ حيث يشكِّل مصدرًا مهمًّا لأخبار الأسرى المتنوعة بالنسبة للصحافة المحلية والعربية والدولية، ونافذةً لأهالي الأسرى للتواصل مع أبنائهم، وكذلك نافذة للأسرى لنقل معاناتهم وإبداعاتهم. انطلاقة وإبداع مميز ويعبِّر الموقع عن الصوت الواحد لأسرى حركة "حماس" من كل القضايا التي تجري بالخارج؛ حيث يشمل مقالات وبيانات للحركة الأسيرة، ما يشكِّل مصدرًا رسميًّا يمنع أي تأويل أو تشكيك من بعض المتربِّصين، بالإضافة إلى زوايا مثل حقوق الأسرى وجولات الاعتقال حتى الإفراج، ومقابلات خاصة مع أسرى ومحرَّرين، وأخرى عن سيرة شهداء الحركة الأسيرة. ويولي الموقع الذي انطلق مطلع العام الجاري بشكل رسمي جانب الأسيرات جانبًا مهمًّا، لنقل معاناتهن وأصواتهن من كل الجوانب ولمشاركة الأسرى الرجال في كل القضايا من معاناة وإبداعات. ويتبع الموقع -الذي يعدُّ زواره بشكل يومي بالآلاف- منتدى حواري يعجُّ بالمشاركات من الأعضاء رغم حداثته، وصعوبة الإسراف عليه بشكل دوري، ويُعدُّ نافذةً سريعةً للتواصل بين الأسرى وذويهم. صرخة وسط العتمة من جهته رحَّب الأستاذ فؤاد الخفش مدير مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان بانطلاقة الموقع ونشاطه، قائلاً: "إن أي جهد من شأنه أن يخدم قضيه الأسرى ويسعى إلى تفعيل قضيتهم ونشر معاناتهم وفضح ممارسات الاحتلال بحقهم مربح به". ووصف الخفش -في حديث خاص لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" موقع "أحرار ولدنا" بأنه "صرخةٌ من وسط العتمة، وصوتٌ حرٌّ نقيٌّ، يخرج من بين أنياب السجَّان، ونقلةٌ نوعيةٌ في التمرد على السجان، وبصمةٌ واضحةٌ في تطور أسلوب وطرق المواجهة والصراع". واعتبر أن الموقع هو رافدٌ مهمٌّ للإعلام المحلي ونقله في أداء الأسرى والقائمين على الموقع، وتوقَّع مستقبلاً أن يكون من المواقع المهمة والبارزة ومصدرًا مهمًّا للمعلومات والباحثين والمختصين، مع تمنياته بالفرج القريب لجميع الأسرى. ساحة جهاد جديدة وأكد الخفش أن "الفضاء الإلكتروني هو جزءٌ من حلبة الصراح؛ فالقائمون على الموقع يسعون لكسب هذه الحلبة وتوصيل رسالة للمحتل أن سجننا واعتقالنا منذ أكثر من 30 عامًا لم يمنعنا من مواكبة التطور والحديث بلغة العصر، وهي الإنترنت وفضاؤه". وحثَّ القائمين عليه بالمواصلة والأخذ بالملاحظات الفنية والتقنية للمزيد من التطور؛ لكونهم أقدر الناس على إيصال رسالتهم ومعاناتهم، وداعيًا إلى إصدار نسخ من الموقع باللغتين الإنجليزية والعبرية. وبذلك يكون الموقع الالكتروني بصمةً في سجلِّ تاريخ الحركة الأسيرة المجاهدة، يسجَّل لها ويدخل في إنجازاتها؛ بأن قضبان الأسر لم تكن يومًا عائقًا أمام التفكير والتطور للأسرى حتى وإن عوَّقت حريتهم. |