تفسير الاستعاذة

( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم )

شرع الله تعالى لكل قارئ للقرآن العظيم،

أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم،

قال سبحانه: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ

ذلك لأن القرآن الكريم هداية للناس وشفاء لما في الصدور، والشيطان سبب الشرور

والضلالات، فأمر الله سبحانه كل قارئ للقرآن أن يتحصن به سبحانه من الشيطان الرجيم،

ووساوسه، وحزبه.

وأجمع العلماء على أن الاستعاذة ليست من القرآن الكريم؛ ولهذا لم تكتب في المصاحف.

ومعنى « أعوذ بالله » : استجير، وأتحصن بالله وحده.

« من الشيطان » أي: من كل عات متمرد من الجن والإنس، يصرفني عن طاعة ربي، وتلاوة كتابه.

« الرجيم » أي: المطرود من رحمة الله.

التفسير الميسر
-----------------------------
معنى الاستعاذة في كلام العرب: الاستجارة والتحيز إلى الشيء، على معنى الامتناع به من المكروه؛ يقال: عذت بفلان واستعذت به؛ أي لجأت إليه. وهو عياذي، أي ملجأي. وأعذت غيري به وعوذته بمعنى. ويقال: أعوذ بالله منك؛ أي أعوذ بالله منك؛ قال الراجز:قالت وفيها حيدة وذعر عوذ بربي منكم وحجر

الشيطان واحد الشياطين؛ على التكسير والنون أصلية، لأنه من شطن إذا بعد عن الخير. وشطنت داره أي بعدت؛ قال الشاعر:نأت بسعاد عنك نوىً شطون فبانت والفؤاد بها رهينوبئر شطون أي بعيدة القعر.

والشطن: الحبل؛ سمي لبعد طرفيه وامتداده. ووصف أعرابي فرساً لا يحفى فقال: كأنه شيطان في أشطان.

وسمي الشيطان شيطاناً لبعده عن الحق وتمرده؛ وذلك أن كل عات متمرد من الجن والإنس

والدواب شيطان؛ قال جرير:أيام يدعونني الشيطان من غزل وهن يهوينني إذ كنت

شيطاناًوقيل: إن شيطانا مأخوذ من شاط يشيط إذا هلك، فالنون زائدة. وشاط إذا احترق.

وشيطت اللحم إذا دخنته ولم تنضجه.

واشتاط الرجل إذا احتد غضباً. وناقة مشياط التي يطير فيها السمن. واشتاط إذا هلك؛ قال

الأعشى:قد نخضب العير من مكنون فائله وقد يشيط على أرماحنا البطلأي يهلك. ويرد على

هذه الفرقة أن سيبويه حكى أن العرب تقول: تشيطن فلان إذا فعل أفعال الشياطين، فهذا بين

أنه تفعيل من شطن، ولو كان من شاط لقالوا: تشيط، ويرد عليهم أيضاً بيت أمية بن أبي

الصلت:أيما شاطن عصاه عكاه ورماه في السجن والأغلال فهذا شاطن من شطن لا شك فيه.

الرجيم : أي المبعد من الخير المهان. وأصل الرجم: الرمي بالحجارة، وقد رجمته أرجمه، فهو

رجيم ومرجوم.

والرجم: القتل واللعن والطرد والشتم، وقد قيل هذا كله في

قوله تعالى:"قَالُوا لَئِن لَّمۡ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الۡمَرۡجُومِينَ" [الشعراء:116].

قول أبي إبراهيم: "قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنۡ آلِهَتِى يَآ إِبۡراهِيمُ لَئِن لَّمۡ تَنتَهِ لَأَرۡجُمَنَّكَ وَاهۡجُرۡنِى مَلِيًّا" [مريم:46].

تفسير القرطبي تفسير الاستعاذة 22061300287313684298519

موضوع رائع بروعة كاتبته

بارك الله فيكِ
في انتظار جديدك

دمتِ برعاية المولى

و فيك بارك الرحمان أخية

» تفسير البسملة
» تفسير سورة الفاتحة